الحصار الخارجي الذي فرض علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ استيلاء حركة حماس وقوتها التنفيذية الخارجة عن القانون علي المقار الأمنية الفلسطينية أرغم وأجبر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليتبع أحد مبادئ النظام الشيوعي في الإتحاد السوفيتي وهي "الإيمان بالمادة"، حيث استطاعت حركة حماس بواسطة انقلابها في قطاع غزة ان تجعل من الشعب الفلسطيني في غزة، قطيع يبحث عن الغذاء والمادة فقط، وجمدته من المشاركة السياسية التي تعتبر حقا لكل فلسطيني .
فرغم ذلك الحصار الخارجي صنعت حركة حماس حصارا جديدا داخليا ربما لأنها أدركت أن صمود الشعب الفلسطيني لم ينكسر من الحصار الخارجي فأتت لتخلق نوعا جديدا من الحصار هدفه تجميع الأموال من الشعب في وقت لا يستطيع المواطن أن يوفر احتياجاته المادية البسيطة.
فآخر ما توصلت إليه حماس من أساليب لجمع الأموال من المواطن الفلسطيني في قطاع غزة أتت بذريعة جديدة تسمي "فاتوره الكهرباء" حيث باتت حماس وقوتها الخارجة عن القانون ترغم المواطنين في قطاع غزة علي سداد فاتورة الكهربا وإلا قطعها حتي سدادها.
يقول المواطن في قطاع غزة ( ف.ع )- الذي خشي من ذكر اسمه خوفا من انتقام القوة التنفيذية- في غزة أنه في صباح يوم الأحد الموافق 29/7/2007 قام موظفو شركة الكهرباء برفقه قوة من التنفيذية علي إجباره بسد فاتورة الكهرباء وإلا قطعها عن منزله نهائيا حتي سدادها، وأضاف المواطن " لدي طفلة صغيرة ولدت حديثا وقد حذر الأطباء من تركها في موجه الجو الحار الذي أتي إلى بلادنا مؤخرا خشيه ان تصاب بأمراض خطيرة قد تؤدي إلى الموت فلا أدري ماذا أفعل"
وأوضح المواطن أن الفئة المقصودة بشكل مباشر في هذه المؤامرة علي الشعب الفلسطيني هم أبناء حركة فتح بحيث أنهم يخيروهم بين قطع التيار أو سداد الفاتورة ولا خيار ثالث.
واستطرد قائلا "لجئت إلى بعض الرفاق حتي استطيع أن أوفر المال لسداد فاتورة الكهرباء ولكنهم أجابوني بأن "الحال من بعضه" فلا رواتب ولا عمل منذ انقلاب حماس في قطاع غزة".
وأكد المواطن الفلسطيني في غزة أنه لاحظ وبشكل ملحوظ أن البيوت التي تستهل بأعلام وشعارات حركة حماس لا يدخلها موظفو الكهرباء لسداد فواتيرهم.
وأشار المواطن ( ف.ع) أنه سيظل صابرا وهو علي إدراك كبير أن الرئيس محمود عباس لن يتناساهم، مضيفا" ولكننا نطلب الإسراع في فك أزمتنا".
وأضاف المواطن المذكور " أنني ادعم كل قرارات الرئيس محمود عباس ولكن أرجو من الرئيس عباس أن يتدخل فورا لوضع حد لهذه المهازل التي جعلت منا متسولين في الطرقات"
وبالرغم من الحصار المفروض علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الناتج عن انقلاب حركة حماس ، إلا أن الشعب الفلسطيني يثبت مرارا وتكرارا أن صموده فاق كل التحديات، حتي أصبح معظم الناس في شوارع قطاع غزة يتجولون في الطرقات، وعقولهم تفكر في توفير الأموال للمليشيات الخارجة عن القانون في قطاع غزة من ناحية، وألسنتهم ترابط علي مقولة الصمود للرئيس الراحل ياسر عرفات، " ياجبل ما يهزك ريح ".
الإثنين يوليو 30, 2007 2:00 pm