فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فلسطين


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع / استنهاض حركة «فتح» الفلسطينية في عالم متغير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Palestenian
عضو فعال
عضو فعال
Palestenian


عدد الرسائل : 39
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

تابع / استنهاض حركة «فتح» الفلسطينية في عالم متغير Empty
مُساهمةموضوع: تابع / استنهاض حركة «فتح» الفلسطينية في عالم متغير   تابع / استنهاض حركة «فتح» الفلسطينية في عالم متغير Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 07, 2007 12:20 pm

المحور الثالث: أسباب الارتكاس ومحفزات الاستنهاض

أولاً: لماذا تراجعت حركة فتح؟

ولان لكل هزيمة أو نكسة مسببات، فمنطق الأمور يحتم البحث عن ألأسباب الحقيقية لتراجع حركة فتح شعبيا مما مهد لهزيمتها بقانون الشعب أو الانتخابات قبل البحث في مبررات وسبل استنهاض الحركة. وفي هذا السياق يمكن القول بأن عوامل داخلية وأخرى خارجية تضافرت لصيرورة الحركة إلى ما هي عليه، ويمكن أن نجملها بما يلي:

1 - إغراق الحركة بالعمل السلطوي وتحميلها كل أوزار وأخطاء السلطة، وقد انجرت الحركة وراء منافع السلطة ولم تفصل بين الانتماء الوظيفي للسلطة والانتماء التنظيمي الحركة.

2 - إرتكاس الحركة نحو العمل العسكري بصيغته الجهادية- العمليات الاستشهادية- بطريقة فجة وغير مدروسة، في محاولة منها لمنافسة حماس والجهاد، ونسيت الحركة كل الدروس المستفادة من تجاربها خلال ثلاثين عاما.

3 - إفساد النخبة السياسية التقليدية للحركة - اللجنة المركزية ومن يدور في فلكها- بالمواقع والامتيازات، مما افقدها التأهيل للمحاسبة والمتابعة، حيث لم تعد قدوة يحتذي بها.

4 - قلة رجال الفكر والمنظرين القادرين على تجديد فكر الحركة بما يتناسب مع طبيعة المرحلة والانهيارات الكبرى التي يشهدها العالم. ومَن تبقى من مفكري الحركة استمروا في اجترار خطاب الماضي بصيغة ممجوجة وفاقدة المصداقية.

5 - الحالات العسكرية لعبت دورا سلبيا، حيث كان وجودها على حساب التنظيم بما هو تنظيم وفكر ووحدة القرار، بل يمكن القول بأن تشكيل هذه الحالات كان جزءا من المؤامرة على فتح التنظيم -حالات الانفلات الأمني تعود غالبيتها لهذه الجماعات-.

6 - مصادرة الحركة كتاريخ وإمكانيات من قِبل ثلة من المغامرين والمتطلعين للسلطة تحت شعار صراع الأجيال أو ضرورة التجديد-وليس جميع هؤلاء بالضرورة خارج الصف الوطني الفتحاوي بل عجز القيادة التقليدية عن القيام بمهامها دفعهم للقيام بهذا الدور المغامر والانقلابي.

7 - نقص الوعي الفكري والتنظيمي عند غالبية القاعدة الفتحاوية أدى لتفشي روح اليأس والإحباط لديهم وبالتالي غياب الدافعية لتجديد الحركة أو الدفاع عنها.

8 - تجاهل فلسطينيي الخارج، وكان من الممكن أن يلعب هؤلاء دور الحاضنة للتنظيم وحملة مشروع التجديد والتطوير بعيدا عن صراعات وحسابات الداخل الناتجة عن واقع وجود السلطة والاحتلال.

9- عدم اتفاق القيادة الفتحاوية على طبيعة المرحلة والموقف من التسوية والمفاوضات، وصراعها على المواقع والصفة التمثيلية.

10 - غياب الرئيس أبو عمار كشخصية كارزماتية عن مجتمع ما زال يؤمن بشخصانية السلطة أو دُفع لذلك، ترك فراغا في القيادة الفتحاوية.

11- غياب التأطير الفكري والأيديولوجي الموحد لأبناء التنظيم ساعد على خلق ولاءات ارتدادية كالولاء للعائلة أو المنطقة، والتمييز بين الداخل والخارج.

12- قبل أن تفرض إسرائيل والولايات المتحدة مشروعهم التسووي خلقوا رجال التسوية حاملي هذا المشروع، ومن المهام المسندة لهؤلاء إضعاف تنظيم فتح أو تفريغه من محتواه الوطني والنضالي بتغيير وظيفته.

ثانياً: مبررات وممكنات الاستنهاض

إن كانت الانتخابات التشريعية أبعدت حركة فتح عن التفرد بالسلطة (حكومة ومجلس تشريعي)، وبالرغم من حالة الإحباط التي انتابت أبناء الحركة إلا أن عاما من حكم حركة حماس خدم حركة فتح الفكرة والتنظيم من حيث لا تحتسب. فالهزيمة اعتبرت إهانة شخصية لكل فتحاوي أصيل، وحالة النقد والنقد الذاتي التي سادت صفوف الحركة لعبت دورا في اكتشاف كل طرف لأخطائه، وفقدان حركة فتح للسلطة اشعر الجميع بفداحة الجريمة التي ارتكبوها بحق أنفسهم وبحق التنظيم. أدى الحصار ومأزق الحكومة الحمساوية ثم الاقتتال الداخلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وما صاحبها من أرباك وغموض في النهج السياسي لحركة حماس، إلى تراجع نسبي في شعبية حركة حماس لصالح رد الاعتبار لحركة فتح ليس كتنظيم بل كفكر ورؤية سياسية ثبت صوابها.

لقد بات واضحا بان حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) هي رقم صعب لأنها ضرورة وطنية لحماية وقيادة المشروع الوطني، حيث تأكد صحة فكرها ونهجها الاستراتيجي. إلا أن الحركة تحتاج لإعادة بناء التنظيم وإعادة صياغة الفكرة وصقلها، وبمكن اختصار مبررات وجود فتح وشروط استمراريتها بما يلي:

1- طول عمر الحركة ليس مبررا للقول بانتهاء دورها أو شيخوختها، فالأحزاب الديمقراطية في الغرب وحزبي العمال والمحافظين في بريطانيا والحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في أمريكا عمرهم أضعاف عمر حركة فتح.

2- تغير الظروف والأحوال ليس مبررا أيضا للقول بنهاية حركة فتح، فبعض الأحزاب والقيادات أقدم عهدا من حركة فتح أو مزامنة لها كالجبهة الشعبية، وحركة حماس موجودة قبل أن يشهد العالم التحولات الأخيرة. وخارج الوطن ما زالت جبهة التحرير الجزائرية على رأس العمل السياسي، والحزب الشيوعي الصيني استوعب المتغيرات الدولية وكيَف نفسه معها دون أن ينهار.

3- ما زالت حركة فتح تمثل الوسطية والاعتدال ولذا فهي تحضا بأكبر نسبة من التأييد في الشارع، في مقابل أيديولوجيات مأزومة للأحزاب الأخرى، وكل ما تحتاجه الحركة هو تجديد فكرها ومنطلقاتها وتنقيته مما علق به من أوهام ومبالغات، وتجديد النخبة السياسية.

4- يجب الاعتراف بنهاية المرحلة التي كانت فيها فتح تتماهى مع منظمة التحرير أو تستوعب منظمة التحرير وتطرح نفسها كممثلة للشعب الفلسطيني، فاليوم توجد قوى حزبية جديدة وبالتالي تحتاج حركة فتح لتجديد فكرها ومناهج عملها بما يميزها عن بقية القوى السياسية وبما يحفظ لها تجسيد الوسطية والاعتدال.

6- ضرورة إدخال تغييرات على القيادات الاتحادات الشعبية كالشبيبة الفتحاوية والمرأة والعمال وغيرهم، فهؤلاء شكلوا ولاءات مستقلة غير ملتزمة وكانوا جزءا من الانفلاش التنظيمي إن لم يكن سببا له.

7- تثبيت العضوية والفصل ما بين الانتماء للتنظيم والعمل قي اجهزة السلطة.

8- دفع رسوم العضوية بانتظام وتوفير ميزانية للتنظيم مستقلة وكافية.

9- ضرورة عقد المؤتمر العام وكل المؤتمرات المؤجلة ولو أدى الأمر لبتر وطرد بعض العناصر أو الزعامات المتخوفة على مواقعها المكتسبة. فعدد أقل وأكثر تنظيما والتزاما، أفضل من كثرة غير ملتزمة وغير منظمة.

10- في كل المنعطفات التاريخية لا بد من التضحية بكل من يشكل عائقا أمام تطور العمل السياسي الوطني وإن أدى الأمر لبتر بعض الأعضاء الفاسدة، ولو أن الحركة أعملت مبدأ الحساب والعقاب لبعض رموز الفساد لما وصلت إلى ما وصلت إليه، وما زال من الممكن القيام بذلك ولو أدى الأمر لخروج البعض من الحركة أو انشقاقهم عنها.

* بحث قدم لمؤتمر علمي عقد في رام الله يومي 6و7 حزيران 2007 حول واقع ومستقبل حركة فتح.

1 - حول تعريف الحزب السياسي والظاهرة الحزبية في فلسطين أنظر: إبراهيم أبراش، المجتمع الفلسطيني: التطور التاريخي والبناء الاجتماعي، دار المنارة، غزة 2006، ص: 138.

2 - حركة التحرر الوطني الفلسطيني - فتح -، دراسات ثورية، رقم (1)، ص:62.

3 - من المذكرة التي وجهتها حركة – فتح - إلى المؤتمر الثالث لملوك ورؤساء الدول العربية في الدار البيضاء 1965.

4 - إميل نخلة، التركيب البنيوي للعنف - خواطر نظرية في المقاومة الفلسطينية، مجلة شؤون فلسطينية، عدد 3، ص:24.

5 - دراسات ثورية: مرجع سابق.

6 - أبو إياد، فلسطيني بلا هوية، دار الكاظمية، الكويت، 81.

7 - فلسطيننا، 11 نوفمبر 1960. وهي نشرة كانت تصدر في بيروت وتعبر عن وجهة نظر حركة فتح.

8 - فلسطيننا، 6 مارس 1959.

9 - العرفاتية هي نهج وظاهرة حكمت الحياة السياسية الفلسطينية طوال أربعين سنة، ويتحد العرفاتيون في مواجهة قوى أخرى فلسطينية وخارجية ّإذا هددت سيطرتهم على السلطة ويختلفون فيما هو دون ذلك.

10 - الراحل أبو عمار هو من عمل بداية على تشكل بعض هذه الجماعات أو سكت عن وجودها عندما تأكد بأن إسرائيل غير جادة بالسلام وذلك لتوظيفها للضغط ولتحسين شروط المفاوضات ثم تعزز وجود هذه الجماعات بعد تزايد شعبية حماس بسبب لجوئها للعمل العسكري، فكان لزاما سحب البساط من تحت أقدام حماس والجهاد الإسلامي بمنافستهم في نفس الميدان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع / استنهاض حركة «فتح» الفلسطينية في عالم متغير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فلسطين :: فلسطين العامة :: قضية وحوار-
انتقل الى: